الأربعاء، 26 يونيو 2013

يوميات الرحلة الريفية 1 : الوداع ..

الثلاثاء 09 شعبان 1434 الموافق لــ 18 يونيو  2013 



استيقظت بعد الساعة التاسعة بقليل .. 
بعد جولة قصيرة في الخارج .. جاء  ابن خالي  يحمل الفطور ..
ابريق الشاي المنعنع ، وصحن الزبدة البلدية ..  وزيت الزيتون .. والجبن البلدي الذي يصنعه ابن خالي .
بعد الافطار اتجهت نحو " أصدر" حيث تسكن خالتي خديجة ..
الطريق إلى  "أصدر" يعج هو الآخر بالذكريات ..
 الحقول على جانبي الطريق .. وفي نهاية هذا الطريق مدرسة  الدوار..
و السوق القديم .. وأمامه الواد الكبير الذي يرسم لوحة خلابة من أنواع الاشجار والنباتات ..
ثم "نطفية"  سقاية عابر السبيل التي تتحفنا بالماء العذب البارد ..
وجدت خالتي وابنتها في الحقل قرب البيت .. سلمت عليهما من بعيد .. وقبلت رأس خالتي التي أفبلت نحوي ، وقادتني إلى البيت ..
هذا البيت الواسع يكتنز- هو الآخر- ذكريات كثيرة ..
 أدخلتني خالتي إلى المضيفة القديمة ..
غرفة طويلة مرتبة الأسرة والنمارق .. ومصففة الموائد ..
جلست وحيدا أخط مذكراتي ..
زوج خالتي في الخارج يبحث عن آلة "درس" الحبوب ، وابنهما لا يزال نائما بعد سهر الليلة الماضية كما أخبرتني خالتي ..    
بعد برهة من الزمن جاء ابن خالتي يحمل معه مقدمات الضيافة المعتادة .. ابريق الشاي الذي يسبقه شدى النعناع .. وصحن اللوز.. تعانقنا وتساءلنا عن الاهل والاقارب .. وشربنا الشاي .. وأكلنا اللوز ...
ثم جاء زوج خالتي الذي أتحفنا بحديثه الشيق كالعادة ..
آذان الظهر يسمع من مساجد الدواوير المجاورة .. أحضر لي الوضوء .. صلينا جماعة في الغرفة الأخرى بعدما أن لحق بي ابن خالي .. 
الصلاة في الريف - سبحان الله - لها طعم آخر .. فهي أكثر حلاوة .. وأكثر خشوعا .. الله أكبر ...
بعد الصلاة أحضر الغذاء .. يتقدمه رمز الضيافة الأمازيغية صينية الشاي الكاملة علبة الشاي .. والسكر .. والنعناع .. ومجموعة من الكؤوس الزجاجية .. وقنينة الغاز المشتعلة وفوقها الغلاي الذي تصاعد بخاره مستنجدا بالهواء ..
بعد شرب الشاي .. وضع طجين اللحم وشرائح البيض البلدي .. والخبز الذهبي الدافئ ...
بعد الطجين .. صحن من البطيخ الأصفر الحلو والبارد  .. ثم الشاي مرة ثانية ..
ودعت خالتي وزوجها عقب هذه الضيافة الكريمة واتجهت نحو خالتي الأخرى "يامنة" للتسليم عليها ، قبل عودتي إلى مراكش..
عدت الى "زاغو" حيث صليت العصر عند ابراهيم ، وأخرجت دراجتي النارية ..
ابن خالي أصر على جلب النعناع من الواد .. واللبن البلدي المخيض .. 
علقت قنينة اللبن الكبيرة و كيس النعناع على دراجتي .. وودعت خالي وابنه .. 
شغلت المحرك .. ووضعت الخودة الضخمة على رأسي .. وانطلقت أودع الأشجار .. والأزهار .. والأحجار..
ذاكرا وداعيا المولى الغفار .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق